Thursday 4 August 2011

المجتمع الإِسْلَامِيُّ





الإِسْلَامُ هو الدِّيْنُ الَّذِي عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ –صلى الله عليه وسلم- كما أَنَّهُ دِينٌ رَبَّاِنٌّي فهو نِظَامٌ اِجْتِمَاعِيٌّ يِرْبِطُ المرءَ برَبِّهِ وبالآخَرِيْنَ، فَالفُرُوْضُ الشَّرْعِيَّةُ كالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ ونَحْوِها هي أَشْكَالٌ اِجْتِمَاعِيَّةٌ تَنْحُو إِلَى بِنَاءِ مُجْتَمَعٍ مُتَكَاتِفٍ فيما بَيْنَهُ. إِلَّا أَنَّنَا نَلْحَظَ أَنَّ الجاهلَ قد ظَنَّ أَنَّ تَخَلُّفَنَا هو بسبب بُنْيَتِنَا الاِجْتِماعِيَّةِ، وَتَصَوَّرَ أَنَّ تَطَوُّرَنَا يَكُوْنُ بِتَقْلِيْدِ الأُمَمِ المتقدِّمَةِ ماديًا، تَقْلِيْدًا فِيْ السُّلُوكِ وَالثَّقَافَةِ وَالفِكْرِ. ولم يَتَوَقَّفْ الأَمْرُ على ذلك، بَلْ اِتَّجَهَ إِلَي ما هو أَعْمَقُ وَأَخْطَرُ، وهو تقليدُ المنهج.



هذا تَصَوُّرٌ ساذِجٌ سُطْحِيٌّ، فَأُمَّتُنَا قُوَّتُهَا في تَفَرُّدِهَا وَتَمَيُّزِهَا عنِ المناهِجِ الأرضيَّةِ. فَمَنْهَجُهَا الاِجْتِمَاعِيُّ مُخْتَلِفٌ، لان أُصُولَهُ تنبعُ من الوحيِ، ولهذا عندما أصبحنا في صَدَى سَيِّءٍ لِلْمُنْتِجِ الفِكْرِيِّ والثَقَافِيِّ والسُّلُوكِيِّ الغَرْبِيِّ والشَّرْقِيِّ، كان ذلك  من أَشَدِّ الأسباب لِلْتَّفَكُّكِ والفَوْضَى الاِجْتِمَاعِيَّةِ الَّتِي نَعِيْشُ فيها. فَبِتَقْلِيْدِنَا لِلآخَرِ فقدنا القدرة على الإبداع والإنتاج والتنافس. فَلِبَنَاءِ مُجْتَمَعٍ مُسْتَقِلٍّ مُتَمَيِّزٍ فريدٍ لَا بُدَّ أنْ يكون ذلك البناء على منهجِ القرآنِ والسُّنَّةِ والتي أَثْمَرَتْ مُجْتَمَعًا فريدًا لمْ يَرَ التَّارِيْخُ مِثْلَهُ.

فعلينا أن نرجعَ إلى القرآنِ والسُّنَّةِ فَفِي اتِّبَاعِهِمَا تَقَدُّمُ الأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ وفي تَرْكِهِمَا تَخَلُّفُهَا. كما قال الله تعالى في كتابه العزيز من سورة آل عمران. الآية: مائة وعشرة، (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونِ بِالمعْرُوْفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المنْكَرِ وَتُؤْمِنُوْنَ بِاللهِ، وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ، مِنْهُمُ المؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ). وقال الله تعالى في آية آخرى في السورة آل عمران، الآية: مائة وثلاثة، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيْعًا وَلَا تَفَرَّقُوا...) صدق الله العظيم.

وَأَخِيْرًا نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَة والهُدَى وَالتُّقَى، وَأَنْ يَجْعَلَنَا منْ عِبَادِهِ الَّذِيْنَ اعْتَصَمُوا بِحَبْلِهِ وَلَا يَتَفَرَّقُوا، وَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا أُمَّةً إِسْلَامِيَّةً أُمَّةً مُوَحَّدَةً.

No comments:

Post a Comment